أنيمل كروسينغ هي لعبة فيديو تحاكي الحياة الاجتماعية، طورها مصمم الألعاب الياباني كاتسويا إيغوتشي، وأطلقتها نينتندو منذ ما يقرب من 20 عامًا على غيم كيوب. ويعد آخر تحديث لها «نيو هورايزونز/آفاق جديدة»، خامس لعبة من سلسلة أنيمل كروسينغ، أُطلقت في جميع مناطق العالم في 20 مارس 2020 الذي يصادف اليوم الدولي للسعادة، وبيعت أكثر من 13.4 مليون وحدة منذ إطلاق اللعبة، منها 11.7 مليون وحدة بيعت بعد 11 يومًا فقط من إطلاقها، وهو ما يتجاوز بكثير الأرباح من جميع النسخ السابقة في صناعة الألعاب مجتمعة.
"اهرب إلى جزيرة الفردوس" هو الشعار الذي يجسد جوهر اللعبة، إذ تبدأ في أرض مهجورة حيث تبني عالمًا سعيدًا يحيط بك جيران من الحيوانات. هناك، لديك الحرية الكاملة في جمع قطع الأثاث الفريدة والاستمتاع بغروب الشمس أثناء الصيد بجانب البحيرة. يمكنك أيضًا أن تشارك بهجة عالمك الصغير مع الآخرين عبر زيارة الأصدقاء أو اللاعبين الآخرين في اللعبة. تلعب الألوان المبهجة والموسيقى الهادئة دورًا كبيرًا في جعل اللاعب يعيش تجربة خالية من التوتر. وفيما أدت جائحة كورونا كوفيد-19، والحاجة إلى ممارسة التباعد الاجتماعي للحد من انتشار العدوى، إلى تقليل العلاقات الاجتماعية، لجأ الناس إلى الانخراط في وسائل افتراضية لمتابعة أنشطتهم السابقة. وقد ساعدت تطبيقات مثل تطبيق زوم، الذي شهد أيضًا إقبالًا كبيرًا منذ تفشي الجائحة، الشركات الصغيرة، والمتوسطة، والكبيرة على مواصلة العمل، والاجتماعات، وتبادل المعلومات.
تغزو القصص والمستجدات حول الجائحة وسائل التواصل الاجتماعي، ومعظمها لا يحمل أنباءً إيجابية. لهذا أضحت أنيمل كروسينغ: نيو هورايزونز وسيلة تسلية مُرحَب بها تصرف أنظارنا عن الواقع المرير لعالمنا، حتى أنها سميت في هذه الأوقات العصيبة بِـ "البطل غير المتوقع". قد تكون الحياة خلال هذه الفترة مخيفة ومُرهقة، لكن هذا ليس واقع "جزيرة الفردوس"، فتصميم اللعبة يجعلها الهواية المثالية لقضاء فترة الحجر الصحي، حيث لا توجد عمليات إغلاق إلزامية وكمامات، ولا بث لأخبار كئيبة، ويمكنك الخروج (حقًّا!) مع أصدقائك وعائلتك دون الالتزام بمسافة ثلاثة أمتار. وهكذا أصبح هذا العالم الافتراضي تمثيلاً لما كان يمكن أن يقوم به الناس لو كانت الظروف مختلفة.
تُمكِّن لعبة أنيمل كروسينغ: نيو هورايزونز مستخدميها من تصميم المناظر الطبيعية، والأثاث، والنماذج الرسومية القائمة على عدد وحدات البكسل. وأتاحت بذلك فرصًا للمصممين، ومصوري الأزياء، والمبرمجين الواقعيين لكتابة رموز تعريفية لأزياء راقية مخصصة. وفرت خزانة الأزياء المخصصة في اللعبة وسيلة للناس لكسب المال من خلال وضع رموز كما فعل مارك جاكوبس وفالنتينو على سبيل المثال. وهكذا أصبحت أداة للنشاط الاجتماعي للأصدقاء وأفراد العائلة الذين انفصلوا عن بعضهم البعض أثناء الجائحة، ومنصة إبداعية للمصممين والفنانين لمشاركة مهاراتهم وإبداعاتهم. فتحت أنيمل كروسينغ: نيو هورايزونز باب حوار مثير للاهتمام بين مستخدميها، وساعدت عناصر التصميم المستخدمة في تلك المنصة على جمع الناس بعضهم البعض افتراضيًا.
بصفتي مصممة محلية و أيضًا من أشد المعجبين بهذه اللعبة، فقد صممت شخصيًا أنماطًا تنسخ «ثوب النشل»، وهو لباس خليجي تقليدي يُرتدى خلال الاحتفالات والتجمعات خلال شهر رمضان الفضيل. وبعدها نُشرت عبر الإنترنت كرمز يسمح للمستخدمين الآخرين بتجربتها واستضافة التجمعات الافتراضية مع أصدقائهم وعائلاتهم. فبسبب الجائحة، تعثرت تقاليد مثل استضافة الولائم والتجمعات الاجتماعية خلال الشهر الفضيل. إلا أن ألعابًا مثل أنيمل كروسينغ: نيو هورايزونز، منحتنا طريقة بديلة للتواصل افتراضيًا من خلال التصميم.
من خلال تبادل التصميم الافتراضي هذا، انبثقت ظاهرة جديدة تدفعنا إلى التساؤل عن كيفية استمرارنا في التواصل الاجتماعي الافتراضي بعد الجائحة، وعن مستقبل التصميم. كيف ستؤثر منصات مثل أنيمل كروسينغ: نيو هورايزونز على علاقات التعاون في مجال التصميم وتبادل التصاميم بعد الجائحة؟