الرياضة والتصميم: التحول في قطر

دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشر (الدوحة 2006)

لطالما قدم التصميم في قطر وجهة نظر شديدة التفرد، ومنظورًا مختلطًا يستقي ديناميكيته من منطق لقاء الشرق بالغرب. طوال مسيرتي المهنيةالتي امتدت 25 عامًا في مجال الإبداع والتصميم، كنت شاهدًا على هذه الديناميكية وهي تنبض بالحياة.

قدمت للدوحة من البحرين في أكتوبر من عام 2006، وتم تعييني للعمل كمصمم أول في وكالة Fitch، وذلك مع بدء دورة الألعاب الآسيويةالخامسة عشرة التي أقيمت في الدوحة في ذلك العام.

تضمنت بداياتي في الفترة التي أمضيتها في وكالة Fitch استيعاب الهوية البصرية الفريدة واستراتيجية الاتصال المميزة، التي وضعها فريقي، تمهيدًا للبطولة التي أصبحت حدث القرن في قطر.

على مدى السنوات الـ 16 التالية، كان عليّ أن أشق طريقًا لنفسي في هذا القطاع، علاوة على المساهمة في رحلة مبهجة للتحول الاجتماعيوالاقتصادي والإبداعي للدولة.

حدثت التغييرات بسرعة البرق، مع إنشاء أسباير زون كمثال ملموس على قدرات قطر في تحقيق رؤيتها ورسالتها في أن تصبح وجهة دوليةللتميز الرياضي.

بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات، الدوحة 2010

كانت مهمتي التالية في التصميم الرياضي في عام 2010 عبارة عن مسابقة مليئة بالإثارة اعلى مدار ثلاثة أيام تستعرض أفضل الرياضيين في العالم: بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات.

كان الهدف من تطوير الهوية البصرية لهذا الحدث هو استقطاب المشاهدة العالمية والمشاركة الوطنية على حد سواء. وقد وفر حل التصميم الذي تم إنتاجه وفقًا لإرشادات الاتحاد الدولي لألعاب القوى هوية للدوحة باعتبارها المدينة المضيفة. كان الجمع بين التراث التقليدي وحب ألعاب القوى أمرًا أساسيًا لبناء علاقة دائمة وانطباع لدى الرياضيين والمجتمع المحلي. وكانت النتيجة لغة لهوية عبرت بوضوح عن الطبيعة الديناميكية لألعاب القوى، وجلبت الطاقة والدفء في البلاد من خلال اللغة البصرية المميزة، التي بدورها جذبت الجمهور ووضعتهم في أقرب مكان ممكن من الرياضيين.

لافتات أسباير زون وإيجاد الطريق (2010)

تعد أسباير زون جزءًا لا يتجزأ من الحياة في الدوحة، حيث توفر مرافق رياضية وترفيهية بمستوى عالمي. وتشمل هذه المدينة الرياضية والترفيهية استاد خليفة الدولي، والساحات الداخلية للفعاليات الرياضية ورياضات الفرق، وحمام سباحة أولمبي، وحدائق توفر أنشطة للعدو وركوب الدراجات والفروسية. تطلبت هذه المواقع الرئيسية كمية كبيرة من العمل الذي تطلّب تصميم لافتات متتالية تلائم هذه الأنشطة، وبينت الحاجة لتقديم مفهوم يُبرز تميز مرافق أسباير زون.

بعد دراسة الجدوى، وتطوير مفهوم التصميم، وتفاصيله، والدقة الفنية، والتصميم العام والمواقع المحتملة حول منطقة تبلغ مساحتها 250 هكتارًا، اخترنا إبراز تفرد المكان من خلال تصميم اللافتات دون المساس بانسجامه وسهولة استخدامه. أتاحت التفاصيل الفنية المبتكرة المرونة والتغيير، مما يوفر حلًّا على المدى البعيد.

البطولة الآسيوية للأندية أبطال الدوري الخامسة عشرة لكرة اليد

(الدوحة 2012)

استضافت الدوحة البطولة الآسيوية للأندية أبطال الدوري الخامسة عشرة لكرة اليد في عام 2012. وتضمن الملخص الذي وصل إلى مكتبيتصميم الهوية البصرية التي رفعت مكانة قطر في مجال الأحداث الرياضية، مع إبراز الطبيعة السريعة والفردية لكرة اليد، من منظور جديد.

قبل أن ندرك هذا الأمر، كان حضور قطر المستمر في بطولة كأس العالم، وانتصارها في بطولة آسيا لكرة اليد للرجال في السنوات السابقة، منشأنه أن يؤهل البلاد للفوز بشرف استضافة بطولة العالم لكرة اليد للرجال في عام 2015، للمرة الأولى.

بطولة العالم للأندية أبطال القارات “سوبر غلوب 2014” لكرة اليد

أقيمت النسخة الخامسة من بطولة “سوبر غلوب” لكرة اليد في سبتمبر 2014 في الدوحة، وجمعت ثُلة من أفضل لاعبي كرة اليد في العالم. بحلول ذلك الوقت، كنت قد تركت وكالة Fitch وافتتحت مكتبًا صغيرًا للتصميم في الدوحة مع المصمم البرتغالي نونو بيريرا.

كانت للبطولة هوية بصرية موجودة مسبقًا، ولكنها ‏كانت تفتقر إلى لغة مرئية متسقة قادرة على إحداث ‏تأثير في نسخة الدوحة المذكورة من البطولة‎.‎ كان نهجنا في حل هذه المشكلة ضمّ الجمهور ووجهة نظر اللاعب في اللعبة وعلى ‏أرض الملعب. تضمن ذلك ملاحظة الحركات السريعة ‏وبيان سرعة اللعب، وترجمة المفهوم إلى لغة رياضية ‏ديناميكية مرسومة تتكيف بسهولة مع أي تطبيق لها، ‏دون الشعور بالاختلاف مع كل استخدام. ‏ومن مميزات هذا النهج أنه يتيح مجالًا كبيرًا لمزيد من التطوير في المستقبل.

‏"أنوك" الدوحة 2016‏

الجمعية العمومية الحادية والعشرون لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك)

انعقدت الجمعية العمومية الحادية والعشرون لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) 2016 في الدوحة، قطر. حضر المؤتمر أكثر من 1000 ممثل، بما في ذلك رؤساء وأمناء جميع اللجان الأولمبية الوطنية البالغ عددها 206، والمجلس التنفيذي لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية، وممثلي الاتحادات الدولية واللجان المنظمة للألعاب الأولمبية المقبلة.

وقد استلهمت الهوية واللغة البصرية للحدث من الرؤوس التسعة الموجودة في علم دولة قطر، وأنماط السدو والمجلس المحلية التي ترمز إلى التجمعات المحلية والضيافة القطرية الأصيلة. كان استخدام المراجع الثقافية القطرية بمثابة بداية رحلة استكشاف عميقة للسياق كنت سأبدأها في مهمتي التالية.

بطولة العالم الرابعة والعشرون لكرة اليد للرجال، قطر 2015

كانت المهمة المتعلقة بتصاميم البطولة هي تطوير لغة ‏للهوية البصرية تتسم بالمرونة والتكيف وسهولة التنفيذ ‏عبر جميع نقاط عرض الهوية البصرية للبطولة‎ وتوفير فرصة لتجربة مشاهد ملونة وجذابة؛ وأهم ما في الأمر كان التقاط الإثارة والقوة والسرعة في اللعبة وتصميم الهوية البصرية الحالية لتكون مرنة وقابلة للتطبيق على جميع المواد التسويقية في البطولة.

كان النهج الذي اتبعناه هو تقسيم طبيعة اللعبة إلى ثلاث خصائص مميزة: سرعة المباراة، وشراسة اللعب، وديناميكية أسلوب اللعب. ثم قمنا باستخدام أنماط فنية فريدة مستوحاة من البحث فيما رأيناه من خياطة السدو التقليدية والعلم القطري لإنشاء لغة بصرية، تدعمها سبعة وضعيات مرسومة للاعبي كرة اليد يمكن استخدامها سواء كان تطبيق التصميم واضح ومعنى بالتفاصيل أم لا. حرصنا على اتساق التصميم عند استخدامه في كافة المواقع، ومناطق المشجعين، والزي الموحد، والمواد التسويقية للشركات والاتصال، والأعلام، وملابس المتطوعين والسلع (التي يشتريها المشجعون). أما تميمة البطولة - فهد - فهو صبي قطري صغير يرتدي الزي المحلي التقليدي يعكس شخصية شاب واثق من نفسه بطريقة إيجابية ولطيفة.

بطولة العالم الـ 24 لكرة اليد للرجال (قطر 2015): تجربة المشجعين داخل المباريات

بطولة العالم الـ 24 لكرة اليد للرجال 2015 (قطر 2015) 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي، الدوحة، قطر

يتم عرض مجموعة متنوعة من الكتب الإرشادية والتذكارات الخاصة ببطولة العالم الرابعة والعشرين لكرة اليد للرجال، قطر 2015 في 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي في الدوحة، قطر.

اللجنة الأولمبية القطرية والفريق الوطني لدولة قطر (الأدعم)‏

الهوية البصرية

في عام 2016، تم تكليفي بتغيير هوية اللجنة الأولمبية القطرية والفريق الوطني لدولة قطر. وركز الطلب على تحديث عناصر الهوية المؤسسية وتقديم أسلوب جديد بصريًا وفلسفيًا. تم تنفيذ أعمال متعددة لتحديث وإعادة وضع اللجنة بما يتماشى مع استراتيجية الإصلاح الرياضي الوطني ‏الخمسية‏.

وكانت النتيجة مجموعة معينة من مجموعة معينة من عناصر الرسومات التي تجسد ‏تمثيلًا مرئيًا للشعار الأولمبي "أعلى، أسرع، أقوى"، ‏باستخدام درع اللجنة الأولمبية القطرية كحاوية ‏رسومية، تتغير ديناميكيًا اعتمادًا على السياق، مع الحفاظ على وضوحها وإمكانية التعرف عليها. وقد ولّد هذا واجهة قوية وملموسة للّجنة، وأساسًا قويًا للبناء ‏عليه.‏. كما تم استخدام أشكال وألوان مختلفة لتمييز كل ‏تخصص رياضي تحت مظلة اللجنة الأولمبية القطرية، وهذا ما منح كل اتحاد على حدة هوية يفتخر بها تعينه ‏أثناء تقدمه في مسيرته.‏

اللجنة الأولمبية القطرية والفريق الوطني لدولة قطر (الأدعم)

التخصصات الرياضية

قد نلاحظ نمطًا مميزًا يحرك اللغة المرئية للأحداث الرياضية ووسائل تواصلها.

هناك دائمًا خط رفيع بين ما هو شائع وما يعتبر تصميمًا خالدًا. كما قد يقول معظم المصممين، فإن ما يميز تصميمًا معينًا عن غيره هو قدرته علىالاستمرار، ومرونته، ومدى ارتباطه بالسياق، وكونه وثيق الصلة بالموضوع. يعتبر أولمبياد ميونيخ 1972 وأولمبياد لندن 2012 نموذجان بارزانفي كيفية القيام بذلك بكفاءة ورقي، كما سيرمزان لمعايير قياس مدى جودة الهويات البصرية في مجال الرياضة لوقت طويل.