tokyo olympics logo 1964

مقال مصور حول ملصقات أولمبياد طوكيو 1964

مقال مصور حول ملصقات أولمبياد طوكيو 1964 لفيكتوريا كوسجروف أمينة معرض الصور الأولمبية 321 متحف قطر الأولمبي 2020-2023

المشاركة مع صديق

تعد الألعاب الأولمبية مشهدًا يألفه الناس في مختلف أنحاء العالم. ولا يُستثنى من ذلك الألعاب الأولمبية الصيفية 1964 في طوكيو بالتأكيد. حيث كانت أول دورة للألعاب الأولمبية يتم بثها مباشرة (عبر الأقمار الصناعية) ولأول مرة بالألوان. منحت هذه الألعاب الأولمبية الصيفية الفرصة لليابان لإعادة تقديم نفسها للعالم، وخاصة للغرب، بعد توترات الحرب العالمية الثانية. شهدت اليابان ما بعد الحرب فترة من التقدم الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي السريع. كانت اليابان أول دولة آسيوية تستضيف الألعاب الأولمبية وكانت الدولة حريصة على استغلال الفرصة لعرض "اليابان الجديدة". كان أحد التأثيرات الأكثر ديمومة لهذه الألعاب هو تصميمها الحديث والمبتكر. وإذا أخذنا الملصقات الأربعة الرسمية كمثال، نشاهد المراحل التي أعادت بها اليابان تشكيل صورتها العالمية من إمبريالية العالم القديم إلى مقياس للحداثة، في أقل من جيل واحد.

شعار اولمبيات طوكيو ١٩٦٤

صورة رقم 1: QOSM.2013.6.1546

(المنشور المرافق للصورة)

ملصق رسمي لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 1964، صممه كاميكورا يوسكاو. صدر عام 1961.

صورة مقدمة من 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي

يتألف شعار الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو من دائرة حمراء كبيرة على خلفية بيضاء فوق خمس حلقات ذهبية متشابكة وهي الحلقات الأولمبية على شعار العلم الوطني الياباني. ومكتوب تحتها بخط واضح وعريض "طوكيو 1964". اختارت اللجنة المنظمة للألعاب تصميم كاميكورا يوساكو للملصق الرسمي لتلك الدورة، والذي تم اختياره لاحقًا الشعار الرسمي للألعاب. وتم عرضه على الزي الرسمي، والشعلة، وعلى منشورات الدورة.على الرغم من بساطة التصميم إلا أنه ترك أثرًا كبيرًا. صدر عام 1961، أول ملصق من أصل أربعة ملصقات رسمية، ويتضح في الشعار الأسلوب الذي جمع بين الأيقونية اليابانية وجماليات التصميم الحديثة. يُستوحى الشعار من الـ "هينومارو" والتي تعني دائرة الشمس باللغة اليابانية التي نراها على العلم الوطني لليابان، والذي يحمل في حد ذاته تاريخًا طويلًا، فالملصق الأول ياباني بحت، ويتجنب إدراج الأيقونات أو أي رموز ارتبطت بالثقافة اليابانية في الغرب قبل الحرب. كان استخدام "الدائرة الحمراء" في حد ذاته، بيانًا واضحًا، حتى لو لم يتعمد كاميكورا ذلك. بالنسبة له، كان يهدف للتعبير عن قوة اليابان خلال فترة النمو الاقتصادي المتسارع، وتصوير ديناميكية الرياضة. ومع ذلك، يمكننا المُحاججة بأن العلاقة بين المعنى التاريخي والثقافي، المستمدة من الجمالية المتضاربة لتقاليد الـ "هينومارو" والحداثة، هي ما تمنح لهذا الملصق طابعًا مميزًا.

مجموعة من اللاعبين في مسابقة جري في طوكيو ١٩٦٤.

صورة رقم 2: QOSM.2013.6.297

(المنشور المرافق للصورة): خط البداية، الملصق الرسمي الثاني لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 1964. صممه كاميكورا يوساكو وصدر عام 1962. صورة مقدمة من 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي

استمرت التصاميم التي تلت الملصق الرئيسي في تسليط الضوء على الرؤية المبتكرة لـكاميكورا وفريقه. وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها استخدام التصوير الفوتوغرافي في الملصقات الأولمبية. تكمن روعة الصورة في إتقانها الفني. بهدف إنشاء صورة ملونة بخلفية سوداء، كان على العارضين والمصورين التقاط الصورة وإعادة المشهد لالتقاطها مجددًا، مع القيام بالتعديلات اللازمة للحصول على الصورة المثالية. لنقل شكل ومشهد خط البداية، قام كاميكورا بـ 80 إنطلاقة وهمية قبل أن يلتقط مصوره الصورة النهائية. استُخدم في الصورة الجنود الأمريكيين الذين كانوا متمركزين في قاعدة تاتشيكاوا الجوية كعارضين ورياضيين يابانيين.

قد لا نعرف ما إذا كان لدى كاميكورا أي رسالة يرغب في إيصالها عند اختيار العارضين، إلا أنه من الجدير التركيز على الأهمية التاريخية لاستخدام الجنود الأمريكيين كنماذج إلى جانب أفراد يابانيين (قد يكونوا من المدنيين) في هذه الصورة. بعد استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، احتلت الولايات المتحدة العديد من المحافظات في البلاد، وفرضت لوائح صارمة حول متى وأين يمكن للشعب الياباني إظهار رموزه الوطنية علنًا. على الرغم من عدم وجود ما يشير إلى أن لدى المصممين أي دافع يتعدى التقاط صورة متحركة بالعارضين الذين كانوا متاحين، إلا أنه من المثير للاهتمام أن رسائل ما بعد الحرب حول التطور و "اليابان الجديدة" – أي أفكار تهدف إلى إخفاء التراث الاستعماري التي لم يعد يُسمح به سياسيًا وخارجيًا. أفكار يتم إيصالها من خلال الدمج البصري لأفراد من قوات الاحتلال (في هذه الحالة الولايات المتحدة) مع الأشخاص الذين يقومون بمراقبتهم.

رجل يسبح في اولمبيات طوكيو ١٩٦٤.

صورة رقم 3: QOSM.2013.6.718

(المنشور المرافق للصورة): الفراشة، الملصق الرسمي الثالث لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 1964. صممه كاميكورا يوساكو وصدر عام 1963. صورة مقدمة من 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي

[ملاحظة: يمكن هُنا ترتيب الصور كما عناها كاميكورا، مع وضع الشعار الرئيسي / الـ "هينومارو" في الوسط، وخط البداية إلى اليسار، و الفراشة إلى اليمين.]

لأول مرة، حدث رياضي دولي بلغة بصرية موحدة. ابتداءً من خط الطباعة إلى نظام الألوان، كان لكل ملصق علاقة واضحة بالآخر. نجحت هذه الصور الواضحة للرياضيين في أن تكون مؤثرة بشكل متزن دون مبالغة في التعبير، متأثرة بمدرسة باوهاوس، وهي مدرسة ألمانية في التصميم ترتكز على فكرة إنشاء أعمال فنية شاملة ودمج الجمالية مع الحياة اليومية. فنلحظ اختلاف واضح عن الرسوم الكلاسيكية لأزهار الكرز والنساء الخجولات المستخدمة في الملصقات المنتجة للألعاب الأولمبية لعام 1940 التي تم إلغاؤها.

تجدر الإشارة إلى أن لكاميكورا رؤية واضحة لكيفية عرض الملصقات معًا. بعد الانتهاء من خط البداية، كان عليه أن يتخيل كيف سيبدو الملصق الثاني بالنسبة لتصميمه الأول. بحلول الوقت الذي تم فيه إصدار الملصق الثالث، الفراشة، عام 1963، كان قد شارك رؤيته بأنه يجب على الملصق الأول أن يتوسط الملصق الثالث من اليمين، والملصق الثاني من اليسار. كان يعتقد أن الملصقات ستكون ملفتة بهذه الطريقة ما من شأنه تسليط الضوء على العناصر التي تنفرد بها، مع السماح للغة المرئية الفريدة التي ابتكرها بأخد مجراها. والذي، حسب رأي كاميكورا، سيفصل عمله في التصميم الغرافيكي عن غيره من الأشكال الفنية.

بوستر من الاولومبيات لرجل يركض في ١٩٦٠

صورة رقم 4: QOSM.2013.6.126

(المنشور المرافق للصورة):حامل الشعلة، الملصق الرسمي الرابع لدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 1964. صممه كاميكورا يوساكو وصدر غالبًا عام 1963. صورة مقدمة من 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي

كان لتتابع شعلة دورة الألعاب الأولمبية عام 1964 أهمية كبيرة للمنظمين اليابانيين. في محاولة لاستعراض مرونة الأمة، وكإشارة إلى مستقبلها، تم اختيار ساكاي يوشينوري البالغ من العمر 19 عامًا ليكون حامل الشعلة الأخير. وُلد يوشينوري، المعروف باسم "أتوم بوي – أي فتى الذرّة" (جين-باكو-كو) في هيروشيما في ال6 من أغسطس 1945؛ اليوم الذي أسقطت فيه الولايات المتحدة القنبلة الذرية. كان الهدف من التتابع واختيار حامل الشعلة أن يبرهنوا للعالم على نهوض الشعب الياباني ونموه اقتصاديًا واجتماعيًا. صورة الملصق الأخيرة لـكاميكورا خير مثال على ذلك. بينما يشتعل لهب الشعلة بقوة، يتطلع حامل الشعلة إلى الأمام بعزم ليراه الجميع، مبشرًا بـ "اليابان الجديدة".

عند التفكير في تأثير عمل كاميكورا في دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو عام 1964 على التصميم الغرافيكي في الرياضة، بل وفي الميدان على نطاق أوسع، قد لا يعبّر عنها أحد بأسلوب أفضل منه:

"التقليد هو أحد التحديات التي يجب على المصممين اليابانيين التعامل معها. بالنسبة للمصممين، هو عبء يجب تحمله ولا سبيل لتجنبه. من واجبنا أن نقسم تقاليدنا إلى قطع ثم نعيد تجميع تلك القطع كتقليد جديد ".

بالفعل!